السبت، 29 أغسطس 2015

الآداب الإسلامية: أدب الزيارة




بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد: فإني لما رأيت الناس يتهافتون على الأعاجم مادحين فيهم آدابهم وأخلاقهم، كبُر ذلك على نفسي وشق على فكري، وإنما كان ذلك من المسلمين عن بعدهم عن تعاليم دينهم ووصايا نبيهم وإلا لاتَّخَذَهُمْ الأعاجم قدوة.
كيف لا وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
والحق أقول: فكل مكارم الأخلاق جاءت في القرآن أو في السنة ولم يغفلا منها شيئا، وقد يستغرب المسلم من إشارة الإسلام لهذا الخلق الكريم أو ذاك لجهله بالحكم وغياب العلم به عنه ليس إلا.
ونحن سنحاول سرد بعض هذه الآداب من القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال هذه السلسة التي نسأل الله أن تدوم نفحاتها، ومن هذا الأدب الجم والخلق الكريم نفتتح سلسلتنا هاته:

أدب الزيارة:

كثيراً ما يزور الناس بعضهم البعض بدون سابق إذن سواء تعلق الأمر بالأقارب أو الأصدقاء، في حين أن الشارع الحنيف قد وضع لنا مجموعة آداب تخص الزيارة، قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ(28)" [سورة النور].

فهذه الآيات البينات أشارت إلى مجموعة آداب في غاية الروعة نجملها في النقط التالية:
1) عدم دخول البيوت (أي زيارتها) إلا بعد الاستئناس ثم السلام على أهلها.
2) جاء ذكر الاستئناس قبل السلام، والاستئناس هو قبول الشخص بزيارتك مما يستنبط منه اسحسان أخذ الإذن بالزيارة، وهذا أمر في غاية الروعة.
3) حين يقبل الشخص بزيارتك مستأنسا بك حينئذ فقط يمكنك الدخول والسلام عليه.
4) إذا خلا البيت من أهله أو لم يجبك أحد أو لم يأذن لك بالدخول فعليك بالانصراف إلى حال سبيلك راشدا.
5) إذا لم يستقبلك المزور لسبب من الأسباب فلا تسئ الظن بل حتى لو أمرك بالرجوع فارجع من حيث أتيت دون تذمر أو تسخط فهذا أفضل لك والله عليم بما تعمل أو تنوي عمله "وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ".

فكما تلاحظون أن هذه من أسمى الأدبيات وهي نابعة من ديننا الحنيف، فكم من شخص قام بزيارة آخر وهو على وشك الخروج في نزهة مع أولاده فوقف حجر عثرة أمام فرحة الأولاد.
ففي مثل هذه المواقف عليه الرجوع حتى ولو دعاك ـ أدباً ـ صاحب البيت وأظهر له فرحه بزيارتك.
وإلى موعد آخر ومع موضوع آخر طبتم ودمتم في رعاية الله.


قروشي لحسن بن عدي


Mes adresses Email, mes pages & mon blog « Lahcenb Karouchi » :

Mon site « Blog » :

Ma chaine « YouTube » :

Ma page  «  FaceBook » :

Ma page « Twitter » :

Mon adrese Email « Gmail » :

Mon adrese Email « Hotmail » :


0 التعليقات:

إرسال تعليق